الــرفــــض بـــشــكـل لائـــــق
** لا شك أنه من الرائع جداً أن تنفتح على ثقافات و شعوب و أساليب حياة مختلفة و كذلك تكوينك لصداقات و علاقات جديدة مع أُناسٍ جُدُد و لا شك أنه من الجيد بل و المثير للحماس أيضاً أن تقول ( نعم ) للأشياء و المواقف الجديدة التى تقابلك خلال طريق حياتك كنوع من حب استكشاف الجديد او كنوع من الفضول المعرفي و لكن دعنا نتفق على أن تعلم فن الرفض لكي تُحافِظ على صحتك و مستقبلك و الأهم من ذلك كله هو حفاظك على حدود شخصيتك و تحديدها بشكل واضح و صريح للآخرين لهو من الأساسيات الواجب عليك اتقانها لتنعم بحياة هادئة خالية نوعا ما من الضغوطات النفسية .
- وضعك للحدود لهو شئ جيد في الواقع و ضروري أيضا في نفس الوقت فالحدود هي التي تحدد التالي :
أ - من أنت ؟؟
ب - من الممكن أن تكون و من من الممكن أن لا تكون ؟؟
ج - ما الممكن فعله و ما المستحيل فعله بالنسبة لك ؟؟
د - ما مدى تقبلك لطوارئ و عواض الأمور و ما مدى رفضج للمستجدات ؟؟
الحدود في المجمل تساعدك على إبقاء نفسك آمناً بقدر المستطاع لأنها عبارة عن قرارات و محددات تم بناؤها بمحض إرادتك وفقاً لتقييمك و حسابك لعواقب الأمور من حولك بصفة شخصية و مدى ملائمتها لك من عدمه فبالتالي فإن الحدود هي دعم لإرادتك الشخصية .
- إمتلاكك لبعض من القوانين و المبادئ الجيدة التي تنظم حياتك اليومية و تُعَرِّف الآخرين بنمط حياتك و معيشتك تعني أنه يمكنك إستثمار وقتك و طاقتك بشكل جيد و بحكمة أكثر مما لو تركت الأمور تسير على هواها و دون مقيدات تحدد علاقتك بها , تعني كذلك بأنك ستكون في أغلب المواقف إن لم يكن جميعها في المكان الذي اخترته لنفسك و لطالما أردت ذلك بمحض إرادتك .
- في كل مرة ستقول فيها ( نعم ) بينما أنت تريد قول ( لا ) فإنك تسمح للأشياء التي لابد أن لا تكون في حياتك بالدخول و التسلل اليها , في كل مرة تقول ( نعم ) بدلاً من قولك ( لا ) فإنك في الواقع تقول (نعم ) للأشخاص و تقول ( لا ) لنفسك أنت و بالتالي فإنك تجعل طلبات الآخرين و أولوياتهم مقدمةً على إحتياجاتُك أنت و أولوياتك أنت و مما لا شك فيه أن هذا الأسلوب غير مقبول نفسياً أو ذهنياً بل و يؤدي إلى وجود ضغوطات نفسية لن يتحملها أحدٌ سِوَاك .
- رفضك للأمور بشكل يعني تحديدُك بشكل واضح و صريح إلى إراداتك و قناعاتك الشخصية و تعبيرُك عن مدى رسوخك و ثباتك الذهني و النفسي كذلك و دعني لا أُخفيكَ قولاً بأن الناس دائماً ما يحترمون الانسان الواضح الصريح المرتب و المحدد لأولياته بشكل منسق و واضح .
- هناك ثلاثة مخاوف رئيسية تمنعنا دائما من قول ( لا ) و المحافظة على حدودنا الشخصية و هي على النحو التالي :
أ - أن تُرى على كونك شخص أناني لا يهتم الا بنفسه فقط .
ب - إيذاء مشاعر الآخرين .
ج - أن يؤدي الرفض الى نشوب خلاف او نزاع .
و لكن اسمح لي بتوضيح بسيط :
بقولك ( نعم ) و خضوعك للمخاوف السابق ذكرها فإنك تسمح بتأثير ذلك عليك سلباً و وقوعك فريسة لمشاعر سلبية قد تُمارِسُها عليك نفسك كـ : الغضب و لاستياء و ربما قد يتطور الأمر وصولاً الى حد الإشمئزاز من نفسك لعدم قدرتك على المحافظة على حدودك و ترسيخ قناعاتك و الاهتمام بأولوياتك و السماح للآخرين بفرض أهوائهم عليك .
- لذلك فبقليل من الوضوح و الدبلوماسية أو الحِنكَة يمكنك تحديد طرق أكثر مهنية و أخذاً للطابع الرسمي لإبداء الرفض بشكل لائق و إليك بعض الأمثلة من المواقف الحياتية التي نتعرض لها خلال يومنا :
أ - كيف ترفض شئ يتعارض مع مبادئُك ؟؟
من الأفضل دائماً في هذا الموقف الرفض بشكل سريع و قاطع لكي لا تعطي انطباع لمحدثك بأنه بقليل من المماطلة و الالحاح و الضغط قد يتغير رفضك الى قبول و موافقة و من المفضل بعد ابدائك لرفضك اتباعه بتبرير سبب الرفض لجعله يبدو أكثر وضوحاً و قطعية .
ب - كيف ترفض عندما لا تتفق مع شخص ما ؟؟
من الجيد في هذا الموقف طلبك من محدثك تغيير سياق الكلام أو اخباره بأنه من الأصلح لكما أن تتفقا على أن لا تتفقا كذلك من الجيد تغيير مسار الموضوع مباشرة نحو موضوع آخر .
ج - كيف ترفض محاولة فرض اقتراح لتأخذه بعين الاعتبار ؟؟
كقول أحدهم لك مثلا لابد أن تمر علي غداً أو القاك يوم غد , فمن الأفضل في هذا الموقف دائما هو اقرانك قرار الموافقة من عدمه بمقادير الأمور وقتها و عدم جزمك بمدى اتاحتك في الزمان المحدد .
د - كيف ترفض الأمر اذا كان الوقت غير مناسب ؟؟
جملة ( أتمنى لو كنت أستطيع و لكن الوقت غير مناسب لي , شكراً على إهتمامك لأمري ) هي خير وسيلة كافية و ناجحة لإخراجك من هذا الموقف .
- لن تنفذ المواقف و لن تنفذ الإجابات و أساليب الرفض و لكن من المهم أن نأخذ بعين الإعتبار كيفية صياغة جملة الرفض و إضفاء طابع سياسي لها لكي لا تُدَمِّر علاقاتك بالآخرين كما يجب عليك أيضا معرفة متى و كيف تقوم بالرفض بشدة و حسم لإنهاء موضوع لا يحتمل الجدل و متى تحتاج الى الردود الدبلوماسية التي تعبر عن رفضك للأمر المطروح عليك بشكل لائق و قطعي .
تعليقات
إرسال تعليق